بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
النوم والقيلولة في المسجد
-النوم والقيلولة للمحتاج من الرجال ولو لغير الغريب,على أن لايتخذ مبيتاً ومقيلاً,وفي ذلك أحاديث:
-(أ)عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه:
أنه كان ينام وهو شاب لا أهل له في المسجد النبي صلى الله وعليه وسلم,وفي لفظ عنه قال:
-(كنا في زمن رسول الله صلى الله وعليه وسلم ننام في المسجد[ و] نقيل فيه ونحن شباب).حديث صحيح متفق عليه.
-(ب)عن سهل بن سعد قال :
جاء رسول الله بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت فقال:(أين ابن عمك؟),قالت :كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يَقِل عندي.فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم لإنسان :(انظر أين هو؟),فجاء فقال :يارسول الله! هو ذا في المسجد راقد في فيء الجدار ,فجاء رسول الله صلى الله وعليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه,(وفي لفظ :ظهره,وخلص التراب إلى ظهره),فجعل رسول الله صلى الله وعليه وسلم يمسحه عنه ويقول:
(قم أبا تراب قم أبا تراب).أخرجه البخاري وغيره.
-وفي الحديثين وما في معناهما جواز النوم والقيلولة في المسجد على التفصيل الذي ذكرنا,وقد ترجم لهما البخاري بنحو
ذلك فقال: (باب نوم الرجال في المسجد).قال الحافظ:
-(أي جواز ذلك ,وهو قول الجمهور, وروي عن ابن عباس كراهيته إلا لمن يريد الصلاة ,وعن ابن مسعود مطلقا,وعن مالك
التفصيل بين من له مسكن فيكره,وبين من لا مسكن له فيباح).
ثم قال الحافظ في شرح الحديث (ب):
-(فيه مراد الترجمة,لأن حديث ابن عمر يدل على إباحته لمن لا مسكن له,وكذا بقية أحاديث الباب إلا قصة علي,فإنها تقتضي
التعميم,ولكن يمكن أن يفرق بين النوم الليل وبين قيلولة النهار)
-وفي الترمذي:
(وقد رخص قوم من أهل العلم في النوم في المسجد .وقال ابن عباس:لا يتخذه مبيتاً ومقيلاً,وقوم من أهل العلم ذهبوا إلى قول ابن عباس).
وقال البيهقي:
-(وروينا عن بن مسيب أنه سئل عن نوم في المسجد ؟فقال :
فأين كان أهل الصفة؟ يعني :ينامون فيه.وروينا عن ابن مسعود وابن عباس ثم عن مجاهد وسعيد بن جبير ما يدل على كراهيتهم النوم في المسجد,فكأنهم استحبوا لمن وجد مسكناًأن لا يقصد المسجد للنوم فيه).
وأما قولنا :(على أن لا يتخذ مبيتاً ومقيلاً),فذلك لأن المساجد لم
تُبْن لهذا,فالإكثار من ذلك فيها لا سيما لغير حاجة مما يتنافى مع القصد من بنائها,ولذلك قال الشيخ الإسلام ابن تيمية في فتوى له في هذا الصدد (1/131):
-(فيجب الفرق بين الأمر اليسير وذوي الحاجات,وبين ما يصير عادة ويكثر ,وما يكون لغير الحاجات ,ولهذا قال ابن عباس :لاتتخذوا المسجد مبيتاًو مقيلاً).
-المرجع :الثمر والمستطاب في فقه السنة والكتاب للألباني رحمه الله .